التوك تو ك نعمة أم نقمة بعد ان يكون فى ايطار القانوت
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لتوك تو ك نعمة أم نقمة2024
«لقمة العيش» هي الهم اليومي لدى المصريين، وهم رغم الظروف الصعبة لا يفقدون الأمل أبداً في غد أفضل، ولذلك تحول «التوك توك» فجأة قبل ثلاث سنوات إلى عنوان كبير لهذا الأمل، الأمل في إيجاد وظائف جديدة، والأمل في ربط المناطق بعضها ببعض خاصة القرى الريفية التي اتسعت رقعتها كثيرا بفضل التوسع العقاري على حساب الأرض الزراعية، ولم يعد من الممكن للفلاح الآن أن يقطع قريته سيرا على الأقدام نحو حقله في الطرف الآخر من القرية. ولم تعد الفلاحة قادرة على الذهاب إلى السوق في القرية المجاورة لشراء احتياجات الأسبوع بدون البحث عن وسيلة مناسبة للمواصلات. وفي القاهرة حيث يلف وسطها حزام عشوائي يعيش فيه نحو 8 ملايين نسمة، كانت هناك ضرورة لوسيلة مواصلات يمكنها التسلل داخل الحواري الضيقة والأزقة اللاهثة في مدينة لا تنام ويعيش فيها 18 مليون شخص، حيث أصبح التكدس في
شوارعها أمرا اعتياديا، مثل تناول كوب ماء. فالميكروباص وسيلة النقل الأساسية هنا لا يمكنه الوصول إلى تلك الأماكن مكتفياً بالسير في الشوارع الرئيسية، بينما يأنف سائقو التاكسي من الدخول إلى تلك المناطق غير الممهدة، خوفا من مطب قد يحيل سيارته إلى مستودع سيارات الخردة خارج العاصمة.
وهكذا، قرر بعض رجال الأعمال استيراد عشرات التكاتك (جمع توك توك) من الهند وتايلاند طمعا في ربح مضمون وإقبال متوقع. فهو فرصة لربط المناطق العشوائية والقرى ببعضها، وهو سهل القيادة وانسيابي الحركة كالثعبان ولا يحتاج لطرق ممهدة أو شوارع واسعة، فضلا عن انه يمكنه المساهمة في تشغيل عشرات الآلاف من الشباب العاطل عن العمل. فوصل «التوك توك» إلى مصر، وحظي بشعبية كبيرة ووصلت أعداده إلى 650 الف مركبة تسير في محافظات
الجمهورية المختلفة. بدأ التوك توك نشاطه في قرى الدلتا خاصة في محافظة الدقهلية، ومنها إلى جميع مدن وقرى مصر حيث أصبحت هذه العربة الصغيرة «الطائشة» حلم قطاع كبير من الشباب، إذ أصبح قطاع كبير منهم كل ما يريده من هذه الحياة أن تساعده كي يصبح سائق «توك توك». فعبره يمكن الحصول على فرصة عمل شريفة ومضمونة. وبعدما كان الحلم قبل عشرين عاما يتمثل في امتلاك تاكسي أجرة، وذلك في ظل وصول عدد الباطلين عن العمل الى نحو مليوني شخص من مجموع 24 مليون يمثلون قوة العمل بحسب تقرير لمجلس الوزراء نشر حديثا (أبريل 2008)، أصبح «التوك توك» حلم الألفية الجديدة لآلاف من هؤلاء الشباب
وسرعان ما تحول «التوك توك» إلى تجارة رائجة وواعدة. فأنشئت المصانع والورش لتجميع مكوناته بعد استيرادها من الهند، وصار من المألوف أن تجد لافتة منتشرة في القرى المصرية والمناطق العشوائية تحمل العبارة التالية «ميكانيكي توك توك» يقوم بإصلاحه وتوفير قطع الغيار والإكسسوارات الخاصة به. وارتفع سعر «التوك توك» بعد الإقبال الشديد عليه وانتشاره كالنار في الهشيم، إذ أصبح مشروعا ناجحا بكل المقاييس، حتى أن أحمد محسن الموظف في وزارة التضامن الاجتماعي حرص على شراء «توك توك» لابن أخيه الخريج الذي لم يجد عملا منذ 4 سنوات، فارتفع سعره من 12 الف جنيه مصري إلى 24 الف جنيه (نحو أربعة آلاف دولار أميركي) في الفترة الأخيرة لمن يشتريه بالتقسيط
لكن يبدو أن قصة «التوك توك» في مصر أزمة صنعتها الحكومة، تتراوح فصولها بين السماح بفتح أبواب الاستيراد، وإنشاء المصانع والورش واستقدام الخبراء الهنود لإنتاج «توك توك» محلي، وبين مصادرة التكاتك، التي أصبحت أمرا واقعا بل وسيلة حيوية في كثير من مناطق مصر
ويكشف تقرير حقوقي أعده المعهد الديمقراطي المصري، أن جهات حكومية عديدة استفادت من
استمرار أزمة «التوك توك». وأشار التقرير إلى أن محافظتي القاهرة والجيزة تعمدتا الربح من وراء الأزمة حيث فرضتا غرامات كبيرة على سائقي «التوك توك» وصلت في بعض الأحيان إلى 500 جنيه مصري (أي ما يعادل المائة دولار أميركي)، كما قامت إدارات المرور بفرض غرامات وكررت سحب «التوك توك» من أصحابه عدة مرات مما ضاعف من الغرامات المفروضة علي
ورغم سرعته المحدودة، إلا أن تأثيرات «التوك توك» وصلت إلى المشهد الثقافي أيضا، فقام أحد المخرجين الشبان، شادي العناني، بتقديم واقع «التوك توك» الجديد في مصر في فيلم روائي قصير مدته أربع دقائق بعنوان «كان يا ما كان»، من خلال بطل فيلمه الشاب الجامعي الذي يعاني من البطالة ويأتي «التوك توك» ليحل مشكلته، ويشتري الشاب مركبة «توك توك» كمشروع ناجح سيدر عليه دخلا، ويذهب لإخبار خطيبته بالخبر السعيد، وفي أول يوم عمل تصادر الشرطة «التوك توك» الجديد وأحلام الشاب. ودخلت الصين على الخط مستغلة الاهتمام المصري بـ«التوك توك»، وأنتجت «فانوس رمضان» على هيئة «توك توك» مزود بأنوار
أمامية وخلفيات مضيئة وسائق بداخله، يغني أغاني رمضان التقليدية. كانت الموسيقى الشعبية قد سبقت الجميع بإنتاج حفنة من الأغاني التي تغازل سائق «التوك توك» وتثني على مهارته ومكسبه الحلال، فضلا عن القفشات التي يمكن أن يسمعها المار في شوارع القاهرة عن «التوك توك» الصغير، وكيف شوهد ذات مرة وهو يرضع البنزين من ثدي شاحنة كبيرة في إحدى محطات الوقود
احمد حافظ- الفنان
-
عدد الرسائل : 234
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 06/09/2008
احمد الدراجينى يعجبه هذا الموضوع
التوك تو ك نعمة أم نقمة بعد ان يكون فى ايطار القانوت
[size=40]التوك توك».. نعمة أم نقمة؟[/size]
«لقمة العيش» هي الهم اليومي لدى المصريين، وهم رغم الظروف الصعبة لا يفقدون الأمل أبداً في غد أفضل، ولذلك تحول «التوك توك» فجأة قبل ثلاث سنوات إلى عنوان كبير لهذا الأمل، الأمل في إيجاد وظائف جديدة، والأمل في ربط المناطق بعضها ببعض خاصة القرى الريفية التي اتسعت رقعتها كثيرا بفضل التوسع العقاري على حساب الأرض الزراعية، ولم يعد من الممكن للفلاح الآن أن يقطع قريته سيرا على الأقدام نحو حقله في الطرف الآخر من القرية. ولم تعد الفلاحة قادرة على الذهاب إلى السوق في القرية المجاورة لشراء احتياجات الأسبوع بدون البحث عن وسيلة مناسبة للمواصلات. وفي القاهرة حيث يلف وسطها حزام عشوائي يعيش فيه نحو 8 ملايين نسمة، كانت هناك ضرورة لوسيلة مواصلات يمكنها التسلل داخل الحواري الضيقة والأزقة اللاهثة في مدينة لا تنام ويعيش فيها 18 مليون شخص، حيث أصبح التكدس في شوارعها أمرا اعتياديا، مثل تناول كوب ماء. فالميكروباص وسيلة النقل الأساسية هنا لا يمكنه الوصول إلى تلك الأماكن مكتفياً بالسير في الشوارع الرئيسية، بينما يأنف سائقو التاكسي من الدخول إلى تلك المناطق غير الممهدة، خوفا من مطب قد يحيل سيارته إلى مستودع سيارات الخردة خارج العاصمة.
وهكذا، قرر بعض رجال الأعمال استيراد عشرات التكاتك (جمع توك توك) من الهند وتايلاند طمعا في ربح مضمون وإقبال متوقع. فهو فرصة لربط المناطق العشوائية والقرى ببعضها، وهو سهل القيادة وانسيابي الحركة كالثعبان ولا يحتاج لطرق ممهدة أو شوارع واسعة، فضلا عن انه يمكنه المساهمة في تشغيل عشرات الآلاف من الشباب العاطل عن العمل. فوصل «التوك توك» إلى مصر، وحظي بشعبية كبيرة ووصلت أعداده إلى 650 الف مركبة تسير في محافظات الجمهورية المختلفة. بدأ التوك توك نشاطه في قرى الدلتا خاصة في محافظة الدقهلية، ومنها إلى جميع مدن وقرى مصر حيث أصبحت هذه العربة الصغيرة «الطائشة» حلم قطاع كبير من الشباب، إذ أصبح قطاع كبير منهم كل ما يريده من هذه الحياة أن تساعده كي يصبح سائق «توك توك». فعبره يمكن الحصول على فرصة عمل شريفة ومضمونة. وبعدما كان الحلم قبل عشرين عاما يتمثل في امتلاك تاكسي أجرة، وذلك في ظل وصول عدد الباطلين عن العمل الى نحو مليوني شخص من مجموع 24 مليون يمثلون قوة العمل بحسب تقرير لمجلس الوزراء نشر حديثا (أبريل 2008)، أصبح «التوك توك» حلم الألفية الجديدة لآلاف من هؤلاء الشباب.
وسرعان ما تحول «التوك توك» إلى تجارة رائجة وواعدة. فأنشئت المصانع والورش لتجميع مكوناته بعد استيرادها من الهند، وصار من المألوف أن تجد لافتة منتشرة في القرى المصرية والمناطق العشوائية تحمل العبارة التالية «ميكانيكي توك توك» يقوم بإصلاحه وتوفير قطع الغيار والإكسسوارات الخاصة به. وارتفع سعر «التوك توك» بعد الإقبال الشديد عليه وانتشاره كالنار في الهشيم، إذ أصبح مشروعا ناجحا بكل المقاييس، حتى أن أحمد محسن الموظف في وزارة التضامن الاجتماعي حرص على شراء «توك توك» لابن أخيه الخريج الذي لم يجد عملا منذ 4 سنوات، فارتفع سعره من 12 الف جنيه مصري إلى 24 الف جنيه (نحو أربعة آلاف دولار أميركي) في الفترة الأخيرة لمن يشتريه بالتقسيط.
لكن يبدو أن قصة «التوك توك» في مصر أزمة صنعتها الحكومة، تتراوح فصولها بين السماح بفتح أبواب الاستيراد، وإنشاء المصانع والورش واستقدام الخبراء الهنود لإنتاج «توك توك» محلي، وبين مصادرة التكاتك، التي أصبحت أمرا واقعا بل وسيلة حيوية في كثير من مناطق مصر
ويكشف تقرير حقوقي أعده المعهد الديمقراطي المصري، أن جهات حكومية عديدة استفادت من استمرار أزمة «التوك توك». وأشار التقرير إلى أن محافظتي القاهرة والجيزة تعمدتا الربح من وراء الأزمة حيث فرضتا غرامات كبيرة على سائقي «التوك توك» وصلت في بعض الأحيان إلى 500 جنيه مصري (أي ما يعادل المائة دولار أميركي)، كما قامت إدارات المرور بفرض غرامات وكررت سحب «التوك توك» من أصحابه عدة مرات مما ضاعف من الغرامات المفروضة علي
ورغم سرعته المحدودة، إلا أن تأثيرات «التوك توك» وصلت إلى المشهد الثقافي أيضا، فقام أحد المخرجين الشبان، شادي العناني، بتقديم واقع «التوك توك» الجديد في مصر في فيلم روائي قصير مدته أربع دقائق بعنوان «كان يا ما كان»، من خلال بطل فيلمه الشاب الجامعي الذي يعاني من البطالة ويأتي «التوك توك» ليحل مشكلته، ويشتري الشاب مركبة «توك توك» كمشروع ناجح سيدر عليه دخلا، ويذهب لإخبار خطيبته بالخبر السعيد، وفي أول يوم عمل تصادر الشرطة «التوك توك» الجديد وأحلام الشاب. ودخلت الصين على الخط مستغلة الاهتمام المصري بـ«التوك توك»، وأنتجت «فانوس رمضان» على هيئة «توك توك» مزود بأنوار أمامية وخلفيات مضيئة وسائق بداخله، يغني أغاني رمضان التقليدية. كانت الموسيقى الشعبية قد سبقت الجميع بإنتاج حفنة من الأغاني التي تغازل سائق «التوك توك» وتثني على مهارته ومكسبه الحلال، فضلا عن القفشات التي يمكن أن يسمعها المار في شوارع القاهرة عن «التوك توك» الصغير، وكيف شوهد ذات مرة وهو يرضع البنزين من ثدي شاحنة كبيرة في إحدى محطات الوقود
هياتم- الفنان
-
عدد الرسائل : 113
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 13/11/2009
مواضيع مماثلة
» التوك تو ك نعمة أم نقمة تاريخ ظههور التو توك 2024
» هام وعاجل التوك توك فى مركز الباجور
» المرور يبدأ ترخيص «التوك توك» هام وعاجل
» هام وعاجل معاقبة كل من رخص التوك توك شاهد التفاصيل
» كيف يكون الحب ؟
» هام وعاجل التوك توك فى مركز الباجور
» المرور يبدأ ترخيص «التوك توك» هام وعاجل
» هام وعاجل معاقبة كل من رخص التوك توك شاهد التفاصيل
» كيف يكون الحب ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى