من طرف ياسر عبد الباقي الخميس أكتوبر 07, 2010 11:24 pm
إذا كان الزواج يتم بكتابة عقد رجل وامرأة، فإنه لا يكتمل إلا إذا تم اللقاء الجنسي الأول، ومما لا شك فيه، أن هذا اللقاء قد يتم بطريقة سهلة وبدون مشكلات في كثير من الحالات، ولا سيما عندما يكون الزوجات على قدر من الوعي والثقافة الجنسية فيقبلا على هذا اللقاء المرتقب في جو خال من الخوف والقلق، وعلى أن يتم بطريقة صحية لا يشوبها التوتر أو الانفعال، أللهم إلا إذا كانا ناتجين من حب عميق وتقدير بالغ. إلا أنه من المؤكد كذلك أنه في كثير من الحالات يكون هذا اللقاء المرتقب مسبوقاً أو مصحوباً بشحنة ضخمة من الخوف والقلق والانفعال نتيجة الجهل بحقائق الأمور ما يطغى على ما لهذا اللقاء من انفعالات عاطفية جميلة. والانسان بطبيعته يخشى ما هو مجهول وما هو غير معروف وما هو مظلم ومما لا شك فيه أن السبب الأول للخوف من اللقاء الأول هو قدر كبير من عدم المعرفة بأمور فيسولوجية طبيعية خلفها المجتمع على فترات طويلة بأغلفة من الأسرار والكتمان والمخاوف وأحياناً بأغلفة من الأكاذيب والجهل أملتها بعض الظروف الاجتماعية وبعض المفاهيم الأخلاقية.. وأولى هذه المخاوف هو الجهل بفسيولوجية اللقاء الجنسي، سواء كان ذلك من ناحية المرأة أو من ناحية الرجل، وقد يتصور البعض أن الجهل من ناحية المرأة أكثر احتمالاً إلا أنه في واقع أرى أن هذا الجهل موجوداً على قدم المساواة بين الرجل والمرأة. وقد يتصور البعض أن هذا الجهل موجود في طبقة غير المتعلمين أكثر منه بين المتعلمين وأقول كذلك أن هذا ليس صحيحاً فإن الكثير من المتعلمين على قدر قليل جداً من الثقافة الجنسية واللقاء الجنسي الأول يجب أن يكون مصحوباً ومسبوقاً بعواطف الحب المتبادل والاحترام المتبادل وهو لقاء عطاء أكثر منه لقاء أخذ. وليس الأول سوى قمة ما يصبو إليه الزوجان امتزاج كامل.. ويجب أن تكون له مقدماته التي تؤدي إلى الإرتخاء الكامل جسيماً ونفسياً.. كما يجب أن يخلو تماماً من أي عامل من عوامل الخوف أو العنف. وإذا تم هذا اللقاء في هدوء فإنه سيكون لقاء طبيعياً لا يصاحبه ألم ولا يشوبه أي توتر، أما إذا صاحبه أي عنف فأن هذا يؤدي إلى مشاكل متعددة.. ومما يؤسف ما يشاع عن أن اللقاء الأول يصاحبه ألم وهذا أمر غير صحيح إلا إذا تم كما ذكرت بطريقة جافة أو استعمل فيه العنف الذي قد يتصوره بعض الأزواج نوعاً من الرجولة أو نوعاً من الخشونة يتطلب هذا الموقف أو ترحب به الزوجة.. ولعل الكثير ما يذكر ويحكى للفتيات عما يصاحب هذا اللقاء من آلام عنيفة وهذا غير صحيح بالمرة مرجعة إدخال الرعب والخوف في نفس الفتاة حتى لا تتعرض إلى أية تجارب جنسية قبل الزواج وفي هذا لا شك فيه حماية لها ولعذريتها.. إلا أن لهذا أضراراً عنيفة عندما يتم اللقاء الأول في نطاق الزوجية القانونية المحترمة وحينئذ تتوهم الفتاة وتتصور كما ذكر لها من قصص وحكايات فتتوقع الألم ويتأكد حدوثه وتتفاعل ناحية هذا اللقاء تفاعلاً وقائياً تلقائياً قد يصل إلى درجة رفض اللقاء تماماً وعدم إمكانية إتمامه.. ولقد كان الأجدر أن تعرف الفتاة طبيعة الأمور على حقيقتها وتعلم أن اللقاء الجنسي شيء طبيعي، وأحد متطلبات الانسان كالأكل والشرب والنوم. وبالطبع لا يمكن أن يصاحبه ألم إلا في الحالات المرضية فقط، وأن كل ما يحدث ما هو إلا تفاعل نفسي ينقلب إلى تفاعل جسدي نتيجة معلومات خاطئة أدخلت على هذه الفتاه إما بقصد أو حتى بدون قصد، مما يؤدي إلى مضاعفات عديدة، وأقول بقصد عندما تحكي الأم أو الأخت هذه القصص المنفردة حتى تخيف البنت من أي محاولات جنسية وأقول بغير قصد تستمتع الفتاة لقصص كثيرة من صديقاتها أو تقرأ في بعض الكتب بدون هدف صحي سليم أو ما قد تشاهده أحياناً في الأفلام السينمائية. والمطلوب في حقيقة الأمر هو إعلام جنس سليم، حتى تطمئن الفتاه إلى أن اللقاء الأول شيء طبيعي عادي يتم من ملايين السنين وهو ليس فقط يبعد كل البعد عن الألم بل هو في الحقيقة يعتبر قمة فيما يجب أن يستمتع به الزوجان خلال حياتهما الزوجية. أما العامل الثاني من عوامل الخوف الذي يسيطر على كثير من الفتيات قبل الزواج فهو شعورهن بأن هذا اللقاء الأول هو الامتحان الأول والأخير لعذرية الفتاة وأن هذا اللقاء الأول سيحدد طهارتها خلال طوال الفترة التي سبقت الزواج وأن هذا اللقاء سيتم اكتشاف سلامة غشاء البكارة.. ومما لا شك فيه أن هذا الموضوع يسيطر على أذهان نسبة مرتفعة جداً من الفتايات ولا سيما في الفترة السابقة للزواج ويتضح ذلك من آلاف الخطابات التي تصل أيضاً في هذا المجال تحل أسئلة متعددة حول موضوع غشاء البكارة وسلامته ومشاكله. ومما لا شك فيه أنه إذا كانت الفتاة في حالة قلق على غشاء البكارة فإن ذلك سيدخل عاملاً خطيراً من القلق الأول مما يؤدي إلى صعوبة إتمام اللقاء أو فقدان الجانب النفسي والعاطفي فيه تماماً حيث انه كما أشرت يجب أن نذكر دائماً أن اللقاء الجنسي ولو انه في حقيقة الأمر بالدرجة الأولى لقاء جسدي إلا أن العامل النفسي يسيطر عليه تماماً ويحد كل درجات إتمامه ونجاحه.. وغشاء البكارة غشاء رقيق من مدخل قناة المهبل التي يتم فيها اللقاء الجنسي وبه فتحة تأخذ عدة أشكال يتم من خلالها خروج دم الحيض كما يتم من خلالها الاتصال الجنسي الأول.. وفي أغلب الأحوال عندما يتم اللقاء الأول تحدث بعض التمزقات البسيطة وتسيل بعض قطرات بسيطة من الدم. ومن أعجب الأمور أن هذه المنطقة التي تحدث فيها هذه التمزقات من المناطق النادرة في الجسم التي تخلو من أعصاب الألم. والحكمة واضحة في ذلك حيث لا يكون هذا مصحوباً بأي ألم وأود أن أقرر هذه الحقيقة العلمية لأن أي انسان يتصور أن هناك جرحاً سيحدث له، وأن هناك دماً سيسيل، لا بد وأن يرتبط ذلك في ذهنه مباشرة بحدوث الألم. ولكن كما ذكرت فإن هذه المنطقة تخلو من أعصاب الألم وبالتالي فلن يكون هذا سبباً لما هو مولم إلا أنه لا بد من أن أقرر انه إذا استعمل العنف أو إذا فض غشاء البكارة بطرق أخرى غير اللقاء الجنسي. كما تحدث في بعض القرى وفي هذه الحالة يكون الغرض أن تسيل أكبر كمية من الدم، فإن هذا لا يكون لقاء جنسياً بل إعتداء يسبب جروحاً تكون خطيرة في بعض الأحوال ولا بد أن يصاحب ذلك ألم شديد. أرجع لأكمل كلامي عن الخوف على غشاء البكارة أو الخوف على العذرية. إذ تتصور كثيرات من الفتيات أن هذا الغشاء سهل المنال وقد تصاب نتيجة لأمور بسيطة فتأتي فتاة وهي مضربة اضطراباً شديداً تخشى أن يكون الغشاء قد أصابه تمزق نتيجة إصابة غير مباشرة أو لأنها سقطت على السلم أو لأنها قامت ببعض الألعاب الرياضية العنيفة.. وأود أن اؤكد أن كل هذ الأمور لا يمكن أن تصيب الغشاء بأي ضرر فالغشاء يتمزق عندما يصاب إصابة مباشرة سواء كان ذلك جنسياً أو غير جنسي.. ولقد رأيت الكثيرات من الفتيات اللاتي سيطر عليهن الرعب والخوف سنوات طويلة لاعتقادهن أنهن قد فقدن عذريتهن نتيجة مثل هذه الأمور واتضح أن الغشاء سليم وأن العذرية كاملة ـ بلغ الأمر ببعضهن أن يرفضن الزواج رفضاً تاماً نتيجة اعتقاد خاطئ. |
|