حان وقت كراهية أمريكا
صفحة 1 من اصل 1
حان وقت كراهية أمريكا
من المبادئ الراسخة عند الكتابة النقدية أو مهاجمة سياسة ما لدولة، أن يكون هذا الهجوم منصبا على نظام الحكم، أى على ما يسمى "الإدارة السياسية" والتى تشمل رئيس الجمهورية وحكومته، وجميع الهيئات التى تتبعهما، وذلك دون مهاجمة "الشعوب"، وذلك لأن "الشعوب" ربما لا تكون موافقة على هذه السياسات.
ولكى نقرب المسألة أكتر للقارئ، نقول: لقد عشنا العقود الأخيرة تحت وهم ما اسماه الكٌتاب والباحثين "عدم كراهية الشعب الأمريكى" وعدم محاسبته على أفعال الإدارة الأمريكية التى تتسم بكل صلف وعنصرية تجاه قضايا العرب والمسلمين، وخاصة قضية الأمة المركزية "فلسطين"، وكان هؤلاء يبررون مطلبهم هذا بأن الشعب الأمريكى مغلوب على أمره، وأنه لا يفقه فى أمور السياسة، إلا بالقدر الذى يعود عليه بالمنفعة الاقتصادية.
ولقد صدقنا هذا الوهم لسنوات، وأصبح بالفعل هناك تفريق واضح بين مهاجمة "الإدارة الأمريكية" أو مهاجمة "الشعب الأمريكى"، لكن هذا الأمر فى تقديرى أصبح من مبادئ الماضى التى ينبغى أن تلقى فى سلة المهملات، فنحن الآن أصبحنا أمام تطابق كامل بين ما تفعله الإدارة الأمريكية وشعبها، ولقد وضح هذا التطابق تحديدا عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، لكن هذا التطابق للأسف أتى عن جهل وغباء وحقد دفين تجاه العرب عموما، والإسلام خاصة.
فقبل أحداث 11 سبتمبر كانت الدنيا مليئة بعبارات حول "حوار الحضارات"، "صدام الحضارات"، "الحوار بين الإسلام والغرب"، لكن هذه اللافتات التى يبدو بعضها براقا كانت محاولات لاحتواء الإسلام، وإفراغه من قضاياه الأساسية فى مقابل رضى الغرب عن المسلمين ومحاولة دمجهم داخل المجتمع الغربى و الأمريكى.
على الرغم من وقوع كل ذلك تحت وقع العنجهية الأمريكية، وانحيازها القذر للكيان الصهيونى على مدار السنوات الطوال.
وبطبيعة الحال عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبح الوضع مختلفا، ورأينا كيف أن الشعب الأمريكى ذاته قد دخل إلى حلبة الصراع، لكن دخوله كان مختلفا، فهو لم يدخل فى عداء مع العرب والمسلمين الذين وجهوا ضربة مؤلمة وقاسية للولايات المتحدة، لكن كان عدائهم مباشرا مع "الإسلام" الذى ينتمى إليه من قاموا بهذه الفعلة.
وكان هذا دليلا واضحا على غباء وجهل فى كيفية إدارة الصراع، فليس من المنطقى أن يحاكم "دين" لأن أحد أتباعه أرتكب جرم ما، هذا إذا اعتبرنا أصلا أحداث 11 سبتمبر جرما، وإلا لحاكمنا الدين اليهودى لأن قادة الكيان الصهيونى يرتكبون الجرائم كل يوم ضد إخواننا الفلسطينيين، وبنفس المنطق يمكن أن نحاكم الدين المسيحى لأن أمريكا تقتل إخواننا فى أفغانستان والعراق.
ولكن هذا هو ديدن الولايات المتحدة وشعبها وإعلامها، أن تعاملك بطريقتين، طريقة فى حالة إذا كانت هى الفاعل، وطريقة أخرى إذا كانت هى المفعول بها.
وإذا بدأنا فى رصد الممارسات الشاذة والعنصرية من الشعب الأمريكى منذ أحداث 11 سبتمبر لاحتجنا إلى كتاب كامل، لكننى هنا سأرصد بعض هذه الممارسات، وهى قاصرة على ما يفعله الشعب الأمريكى دون الإدارة الأمريكية التى تتفنن هى الأخرى فى محاربة "الإسلام" لكن بطرق مختلفة، وسأتحدث هنا عن عدة نقاط هى:
1 - عقب احتلال العراق عام 2003 كان من أوائل الأشياء التى فعلها الجنود الأمريكيون هو اقتحام المساجد وتدنيسها بأقدامهم، واتخاذها مقرا لهم، ورأينا وقتها كذلك صورا لجنود أمريكيون يتدربون على إطلاق النار على المصحف الشريف، فى إشارة إلى مدى الحقد الدفين تجاه الإسلام.
ورأينا ما تلى ذلك من التعذيب الذى مورس فى سجن "أبى غريب" على أيدى الجنود الأمريكيون أيضا، وكان يقصد به أيضا إهانة أى رمز إسلامى أمام المعتقل، بل وجعل سب هذه الرموز علامة من علامات توقف التعذيب, وما السادية التى ظهرت فى الصور التى تناقلتها وسائل الإعلام وقتها إلا دليلا على مدى الكره الأسود الموجود بصدور الشعب الأمريكى تجاه الإسلام والمسلمون.
2 - منذ عدة أسابيع قام شاب أمريكى يدعى "مايكل أنرايت" بالاعتداء على "أحمد شريف" سائق التاكسى المهاجر البنجلاديشى الأمريكى الجنسية المسلم بسبب اكتشافه أنه مسلم.
3 - فى ولاية كاليفورنيا، قام مجهولون بتشويه جدران مسجد بعبارات مسيئة للإسلام بسبب مشروع المسجد المقترح بنائه فى نيويورك، وكتبوا على جدران المسجد "لا نريد معبدا لرب الإرهاب"، و"استيقظى يا أمريكا العدو هنا".
4 - الدعوة التى أطلقها قسى أمريكى مغمور إلى جعل الحادى عشر من سبتمبر يوما لحرق القرآن الكريم فى الولايات المتحدة، وهو الأمر الذى تراجع عنه قبل يوم واحد من موعده.
كل هذه الأفعال هى حصيلة شعبية أمريكية، أى نابعة من الشعب الأمريكى، وعليه فإن محاكمتنا وكراهيتنا ينبغى أن توجه إلى هذا الشعب.
لكن هناك من يمكن أن يخرج علينا ويقول إنها ممارسات فردية، ولا تعبر عن الشعب الأمريكى بأكمله، ونحن نرد على ذلك بالقول: إذا كان هؤلاء أقلية كما تدعون، فعلى الأغلبية أن تشد على أيديهم، بل وتقطعها إذا لزم الأمر, حتى لا يسيئوا إلى الإسلام، فأى إساءة يمكن أن يتم التجاوز عنها، إلا المقدسات.. إلا الدين يا أمريكان.
وهناك أمر آخر، فإذا كنتم تعتقدون أن هذه ممارسات فردية لا تعبر عن الشعب الأمريكى، فلماذا تعتبرون أى حادث "إرهابى" معبرا عن العرب والمسلمين.. بل معبرا عن الإسلام وليس حادثا فرديا.. أم أن الأمريكان لن يتخلوا عن النظر إلى الأمور بوجهتى نظر حسب المصلحة.
هذه دعوة إلى كراهية "الشعب الأمريكى"، لكنها ليست دعوة عنصرية كتلك التى يطلقونها هم، بل هى دعوة مشروطة، فستظل نكره الشعب الأمريكى، حتى يعود إلى رشده وعقله، ويعرف أن الإسلام دين السلام والمحبة، وأن عدائهم يجب أن يوجه إلى الأفراد الذين يعادونهم، وأن استمرار عدائهم للإسلام، لن يجلب عليهم إلا كراهية الشعوب.
وآه وألف آه يا أمريكا حينما تكره الشعوب بعضها.
ولكى نقرب المسألة أكتر للقارئ، نقول: لقد عشنا العقود الأخيرة تحت وهم ما اسماه الكٌتاب والباحثين "عدم كراهية الشعب الأمريكى" وعدم محاسبته على أفعال الإدارة الأمريكية التى تتسم بكل صلف وعنصرية تجاه قضايا العرب والمسلمين، وخاصة قضية الأمة المركزية "فلسطين"، وكان هؤلاء يبررون مطلبهم هذا بأن الشعب الأمريكى مغلوب على أمره، وأنه لا يفقه فى أمور السياسة، إلا بالقدر الذى يعود عليه بالمنفعة الاقتصادية.
ولقد صدقنا هذا الوهم لسنوات، وأصبح بالفعل هناك تفريق واضح بين مهاجمة "الإدارة الأمريكية" أو مهاجمة "الشعب الأمريكى"، لكن هذا الأمر فى تقديرى أصبح من مبادئ الماضى التى ينبغى أن تلقى فى سلة المهملات، فنحن الآن أصبحنا أمام تطابق كامل بين ما تفعله الإدارة الأمريكية وشعبها، ولقد وضح هذا التطابق تحديدا عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، لكن هذا التطابق للأسف أتى عن جهل وغباء وحقد دفين تجاه العرب عموما، والإسلام خاصة.
فقبل أحداث 11 سبتمبر كانت الدنيا مليئة بعبارات حول "حوار الحضارات"، "صدام الحضارات"، "الحوار بين الإسلام والغرب"، لكن هذه اللافتات التى يبدو بعضها براقا كانت محاولات لاحتواء الإسلام، وإفراغه من قضاياه الأساسية فى مقابل رضى الغرب عن المسلمين ومحاولة دمجهم داخل المجتمع الغربى و الأمريكى.
على الرغم من وقوع كل ذلك تحت وقع العنجهية الأمريكية، وانحيازها القذر للكيان الصهيونى على مدار السنوات الطوال.
وبطبيعة الحال عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبح الوضع مختلفا، ورأينا كيف أن الشعب الأمريكى ذاته قد دخل إلى حلبة الصراع، لكن دخوله كان مختلفا، فهو لم يدخل فى عداء مع العرب والمسلمين الذين وجهوا ضربة مؤلمة وقاسية للولايات المتحدة، لكن كان عدائهم مباشرا مع "الإسلام" الذى ينتمى إليه من قاموا بهذه الفعلة.
وكان هذا دليلا واضحا على غباء وجهل فى كيفية إدارة الصراع، فليس من المنطقى أن يحاكم "دين" لأن أحد أتباعه أرتكب جرم ما، هذا إذا اعتبرنا أصلا أحداث 11 سبتمبر جرما، وإلا لحاكمنا الدين اليهودى لأن قادة الكيان الصهيونى يرتكبون الجرائم كل يوم ضد إخواننا الفلسطينيين، وبنفس المنطق يمكن أن نحاكم الدين المسيحى لأن أمريكا تقتل إخواننا فى أفغانستان والعراق.
ولكن هذا هو ديدن الولايات المتحدة وشعبها وإعلامها، أن تعاملك بطريقتين، طريقة فى حالة إذا كانت هى الفاعل، وطريقة أخرى إذا كانت هى المفعول بها.
وإذا بدأنا فى رصد الممارسات الشاذة والعنصرية من الشعب الأمريكى منذ أحداث 11 سبتمبر لاحتجنا إلى كتاب كامل، لكننى هنا سأرصد بعض هذه الممارسات، وهى قاصرة على ما يفعله الشعب الأمريكى دون الإدارة الأمريكية التى تتفنن هى الأخرى فى محاربة "الإسلام" لكن بطرق مختلفة، وسأتحدث هنا عن عدة نقاط هى:
1 - عقب احتلال العراق عام 2003 كان من أوائل الأشياء التى فعلها الجنود الأمريكيون هو اقتحام المساجد وتدنيسها بأقدامهم، واتخاذها مقرا لهم، ورأينا وقتها كذلك صورا لجنود أمريكيون يتدربون على إطلاق النار على المصحف الشريف، فى إشارة إلى مدى الحقد الدفين تجاه الإسلام.
ورأينا ما تلى ذلك من التعذيب الذى مورس فى سجن "أبى غريب" على أيدى الجنود الأمريكيون أيضا، وكان يقصد به أيضا إهانة أى رمز إسلامى أمام المعتقل، بل وجعل سب هذه الرموز علامة من علامات توقف التعذيب, وما السادية التى ظهرت فى الصور التى تناقلتها وسائل الإعلام وقتها إلا دليلا على مدى الكره الأسود الموجود بصدور الشعب الأمريكى تجاه الإسلام والمسلمون.
2 - منذ عدة أسابيع قام شاب أمريكى يدعى "مايكل أنرايت" بالاعتداء على "أحمد شريف" سائق التاكسى المهاجر البنجلاديشى الأمريكى الجنسية المسلم بسبب اكتشافه أنه مسلم.
3 - فى ولاية كاليفورنيا، قام مجهولون بتشويه جدران مسجد بعبارات مسيئة للإسلام بسبب مشروع المسجد المقترح بنائه فى نيويورك، وكتبوا على جدران المسجد "لا نريد معبدا لرب الإرهاب"، و"استيقظى يا أمريكا العدو هنا".
4 - الدعوة التى أطلقها قسى أمريكى مغمور إلى جعل الحادى عشر من سبتمبر يوما لحرق القرآن الكريم فى الولايات المتحدة، وهو الأمر الذى تراجع عنه قبل يوم واحد من موعده.
كل هذه الأفعال هى حصيلة شعبية أمريكية، أى نابعة من الشعب الأمريكى، وعليه فإن محاكمتنا وكراهيتنا ينبغى أن توجه إلى هذا الشعب.
لكن هناك من يمكن أن يخرج علينا ويقول إنها ممارسات فردية، ولا تعبر عن الشعب الأمريكى بأكمله، ونحن نرد على ذلك بالقول: إذا كان هؤلاء أقلية كما تدعون، فعلى الأغلبية أن تشد على أيديهم، بل وتقطعها إذا لزم الأمر, حتى لا يسيئوا إلى الإسلام، فأى إساءة يمكن أن يتم التجاوز عنها، إلا المقدسات.. إلا الدين يا أمريكان.
وهناك أمر آخر، فإذا كنتم تعتقدون أن هذه ممارسات فردية لا تعبر عن الشعب الأمريكى، فلماذا تعتبرون أى حادث "إرهابى" معبرا عن العرب والمسلمين.. بل معبرا عن الإسلام وليس حادثا فرديا.. أم أن الأمريكان لن يتخلوا عن النظر إلى الأمور بوجهتى نظر حسب المصلحة.
هذه دعوة إلى كراهية "الشعب الأمريكى"، لكنها ليست دعوة عنصرية كتلك التى يطلقونها هم، بل هى دعوة مشروطة، فستظل نكره الشعب الأمريكى، حتى يعود إلى رشده وعقله، ويعرف أن الإسلام دين السلام والمحبة، وأن عدائهم يجب أن يوجه إلى الأفراد الذين يعادونهم، وأن استمرار عدائهم للإسلام، لن يجلب عليهم إلا كراهية الشعوب.
وآه وألف آه يا أمريكا حينما تكره الشعوب بعضها.
ياسر عبد الباقي- الفنان
-
عدد الرسائل : 3304
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 02/10/2010
مواضيع مماثلة
» هي في أمريكا
» قل معي إسريكا ولا تقل أمريكا
» تناقض أمريكا
» استكشاف الجسور المغطاة الساحرة في أمريكا
» أمريكا وقهر العرب وخداع العالم
» قل معي إسريكا ولا تقل أمريكا
» تناقض أمريكا
» استكشاف الجسور المغطاة الساحرة في أمريكا
» أمريكا وقهر العرب وخداع العالم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى